|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Thursday, May 18, 2006

: عُسرْ :

إهداء
للقاطنين يسار الدرب
هناك في الحارة الشمالية
و للساكنين يمين الدرب
هناك في الحي الجنوبي
و لنا حتى لا تتكرر بيننا الخطيئة ..
: عُسرْ :
أتكورُ في زاويةٍ ، تحملُ في إرهاقٍ الخُمَّ القابعُ
في يسارِ الدربِ هنا في الحارةِ الشمالية ..
ويطيرُ بداخلي شيئاً للجيرانِ على يمين الدربِ
" ما تُراه سببهم ليسموه الحيَ الجنوبي برغم أنه في الشمالِ ..
ما تُراه سببهم ليعيدوا بناء المكانِ و الزمانِ و الجغرافيا و التاريخِ ليبقوا على اليمينِ دوماً
ما تُراه سببهم ليسكنوا اليمين
َدون اليسارِ ..
ما تُراه سببهم لتبقى حياتهم على اليمينِ دوماً دون اليسارِ "
و على لحنِ الجرذانِ يعودُ إلي ما طار إلى الجيرانِ
و بما في جُحرِ الجرذانِ يتلألأُ في وجهي غيضٌ من فيضِ النشوى ..
ورقٌ رخيصٌ مع قلم وجدتهم في الجُحرِ ..
و أخذتهم ..ومضيتُ أرقصُ فالطباشيرُ أبدلتها قلماً .
.و الأرضُ العفنةُ أبدلتها ورقاً ..
ولدتُ في أرضٍ جديدة حين رفعتُ القلمَ - و أخشى أن أقول قلمي فياء التملك حرفٌ لا نعرفه نحن أبناء الحارةِ الشمالية -
رفعتُ القلمَ بيدي اليسرى - فحرامٌ في شريعةِ جيراننا أن نرفعَ اليمنى -
و بدأتُ أخطه في الصفحةِ العسراء و هوامشي العسراء كانت هذه :
" عسراء و لستُ أخجل "" عسراء و راضيةٌ بعُسري "
و مقالي كان هذا" أخبروني يوماً أن حكماء الحي الجنوبي
قد حكموا بأن نصنف في مادة ( ع - س - ر )و ألا نصنف مع مادة ( ي - س - ر )
قد أبدلوا الياء عيناً لكن لما ؟؟!
لم يمنحونا جواب
أخبروني أيضاً بأنهم جعلوا التذييلَ ( سلمت يمينك ) مقروراً رسمياً ..فسألتُ : و العُسر ؟؟!
قد قالوا بصدرٍ يضيقُ : ما بالهم ؟!!
فخفضتُ رأسي و تمتمتُ : لا شيء أبداً ..
فتركتهم و حماقة تعلو رؤوسهم ..
"قد كنتُ أود لو أكملُ ميلادي .
.و أمضي في الخطو .
.لكن واأسفاه ..
حرسٌ من الحي الجنوبي سطروا الآن للقلمِ وفاته ..
ودخلتُ السجنَ ..
واتُهمت بالتسللِ للحي الجنوبي و سرقة قلم و ورق و اتُهمت بالزندقةِ
و اتُهمت بفسادِ رأسي و أخيراً اتُهمت بخيانةِ الشريعة - شريعتهم -
لطمني أحدهم و صرخ فيّ : من سمحَ لكِ بالكلامِ يا عسراء ؟!!
و أجبتُ : ميلادي الجديد ..
و في الختامِ بالإعدامِ صرتُ محكومة ..
و على مشانقِ الصباحِ - المقنع - في ميدان الزهر - المزيف- عُلقت ..
و جبهتي انحنت بالموتِ ..
و التهمة كانت عســــــــــــــــراء

0 Comments:

Post a Comment

<< Home