|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Friday, November 23, 2007



























Saturday, August 04, 2007


Saturday, September 09, 2006

بَلى .. بَلى .. و ظِلّي أبيضٌ يا أمْ


مُطَئطةُ الرَّأسِ مُكورةٌ في رُكنِ مُزدانٌ بسَتائرٍ أسِمَنتيّة وغربانٌ تُحلقُ عَازفةً للمَوتِ نشيدًا.
للسَّوادِ معنى لها ، معنى كبيرٌ لتَحمله ، معنى كبيرٌ حتى لتَنطقه، صغيرةٌ هي و لا تحتمل.
دِموعٌ مطليةٌ بالسَّوادِ تترقرقُ في عيناها فتَسألُ " مَنْ عِنْده لَونٌ يُوازي مَا أمْلكُ مِنْ سَوَاد ؟"
لا تَدري مَتى أم أيْنَ أو حَتى كيفَ تَزاحمُ كلّ ذاكَ النورِ في حضرتها
لا تدري كَما لا أدري كَيف وَرَاء كلّ ذاكَ السَّوادِ كلّ هذه المساحة من البياض.
يَغتَالها مدى أبيض، مدى أكسيري
اليَوم أراها تَقول " وَلا لَونٌ يُشبهُ البياض"

Wednesday, September 06, 2006

رِسَالةٌ بَيضَاء


رِسَالةٌ بَيضَاء

صَديقتي ..
طَلبْتكِ اليَومَ على جَوالكِ لكنكِ لم تُجِيبِيني فتَرَكتُ لكِ رِسالةً نَصّية كي تَقْرأي هَذه الرِّسَالة على بَرِيدكِ الإلِيكتروني.
قَبْلَ أي شَيء كَيفَ حالكِ اليَومَ ؟ وكيفَ حَال عَائلتكِ ؟ وهَل كلمتِ والدكِ بشَأن سَفره هو إلى هُنا بَدَل أنْ تُسافِروا أنتم له هَذا الصيف ؟
آه بالمُنَاسبةِ غدًا سأسافرُ لقَريَتنا حَدِثي أمكِ و لنَذهب معًا .
تَعلَمين أمس كُنتُ أقْرأ بذَاك الكِتَاب الذي أهديتني أياه، مَرَّ سَطرٌ عليَّ غَرِيبٌ حَقًا، بَدا وكأنه يحدثني وحدي ولا أحَدٌ غيرِي.
" القُلوبُ التي تُحب شيءٌ بحقٍ ستُتقنُ كُره الشيء بحقٍ أيضًا"
أعَلمُ ستضْحكينَ مني و مِن سَذاجتي حِينَ أخُبركِ أن تِلكَ مقولة جِدُ خَاطئة، أدْري أنكِ تحترمين ذاك الكِتابِ بل أدْري كَيفَ تقدسين مَا يَقوله ذاكَ الكاتبِ لكن دعيني أخبركِ شيئًا هؤلاء مُدعين فِهمَ ما يَعتملُ في أنفسِ الناس وهم قَاطني الأبراجِ العاجيةِ هم مُجرد مُختالين مُحتالين لا يَخْتَلفون عن سَاحرِ السِّيركِ – الذي يَدعي قدرته على العديدِ من الخوارقِ في حِين هو لا يُمارسُ إلا خِداع الناس- إلا في أنهم يُتقنون بَعضُ الكَلِماتِ اللاتينية يُشخصون بها آلامَ النَاسِ.
أعَلمُ أنكِ قد تشجبينَ كَلَامي لكن بربكِ أخبريني إن كانوا حقًا يَفهمون ما يعتملُ بالنفُوسِ البشرية لماذَا يمارسون هَذا التَلاعب بالكَلماتِ ؟ لماذا لا يستخدمون لغةَ النَّاس كي يفهمهم النَّاس؟ هذا يؤيدُ ما أخبِركِ أياه.
أعودُ للعبارةِ صديقتي،
أخبريني أهُنَاكَ بشَريٌ سوي يمكنُ أن يَكرهَ منْ أو مَا أحبَ يومًا؟
أدْري أنكِ تقوليني نَعم لَكن دعيني أخْبِركِ أنْ لا
هُنَاكَ قَانون يَتْبَعُ الفيزيَاء لا أدري ما اسمه يَقول "القُطبان لا يَجتَمعان لكنهما يتجاذبان" و بقَانونِ الحَيوات الحبُ والكرهُ قُطبان لنْ يجتمعَا بقلبِ مَرء لكنهما قد يَجذبا أحدهما الآخر ليصبحا واحد ، كرهٌ واحد او حبٌ واحد.
قَدْ يخفُتُ بحُكمِ المسافة الفيزيائية أو بحُكمِ الفراق الحيوي،
قَدْ يتداخلُ مع الحبِّ عناصرٌ تَتبعُ القطبُ الكرهيّ لكنه يبقى حبًّ، قد تَتعادل قِيمةُ القطبين فتَصير النَتيجَة لا عاطفة لكنها أبدًا لا تستحيلُ إلى الضدِ .
صديقتي عذرًا على الحديثِ الطويلِ .
سأذهبُ الآنَ للشَرِكةِ لو أردتني بشيء فحدثيني هُناكَ.
فَيضُ تَحيةْ
المُسمى بَيَاضْ

/
/
إهْدَاء
لسَيدةٍ علمتني العَودة للبَياضِ من جديد
و لأخواتي – أميراتي الصغيرات- فيض كلّ مَا هنا من بَياضْ
لأخي و أختي الراحلين، هَالة النُّورِ في دَربِي

/
/
اسْتفتَاح
أللّه ..أللّه .. حَتْى ظِلّي صَارَ أبيضًا يا أمْ ..
/
/

و للزهُورِ بَيَاض
خمسُ زهراتٍ يَتَراقصْن فَوقَ مَزجِ أرضٍ ولَحنْ ،
لَكِن الرَّقص هُنَاكَ مُحرمٌ لكلِّ ذاتِ تَاجٌ أحمَرٌ ورِدَاءٌ أخْضَر.
والقَطْفُ لكلِّ عاصٍ هُنَاكَ قَدَرْ.
تَمْتَدُ آثمةُ اليد وتَغْتَالُ اثنين مِنْ ذواتِ التِيجَانِ الحمرَاء ،
فتُوقفُ مَرَاسمَ الرَّقصِ البيضَاء.
تَقْتَربُ لتَغتَالَ الثَّالثةَ لكنها تُعاند ،
كي تَرسخُ ،
كي تبْقى ،
كي تسْتَمرُ في الرَّقصِ.
تلكَ الثَّالثةِ تُجابه برأسِها الشَّامخِ مَدَى هذه السمَاء وتُعلمُ أخواتها أنْ يُنْبِتوا فَوقَ أرْدِيتهم الخَضْراء أشْواكًا تحميهم،
وتَصونُ مَداهم في هَذه السمَاءْ ،
و مُسماهم كَانَ
و ربما لازال
و ربما سيبقى
مِسَاحة بيضَاءْ

Sunday, August 13, 2006

قَانِيَّاتٌ فيَّ و فِيها



قَانِيَّاتٌ فيَّ و فِيها
إهداء
لأشْلاءِ طِفْلٍ مِنْ قَانا
اسْتِفْتَاحْ
مكتوبُ في توراتهم
" يَكُونُ الرَّبُ ملجأ للمُنسحق
مَلجأ في أزمنة الضِّيق
يتكلُ عليكَ العَارِفون باسمكَ
لأنكَ لم تَتركْ طالبيكَ يا رب "
و لتخبرنا الأيام عن ذاك المنسحق
و عن أزمنة الضيق تلك ثم عن ذاك الملجأ ..
+++++
صفحةٌ من دفترِ أمٍ من قانا
الميقات : قبلَ القصفِ بساعةٍ و دقائق
نَام صغيري و تناسى الثورة بعد أن جذبته أحمال التعب في عينيه إلى مرقده في ركن الدار.
أنظر إليه و بعيني ألف كلمة و كلمة.
"آه ، كم أخشى بريق عينيك المتوهج نارًا يا صغيري"
نَام طفلي ليتركني أناوشُ أفكار الهول المستعر.
فالأمس و اليوم أعلنا حضورهما بذكريات من الماضي تناسيت فيها معنى حياة.
أخشى على طفلى و وحيدي أن ينساب إلى حيث يرحلُ بعيدًا فأطلبه و لا أجده كما يومًا انساب ولدي الآخر قبله
وكأن المشهد يستحضر من جديد لكن بتفاصيل أخرى ..
تفاصيل صغيرة قد لا تمنع المشهد من الحياة من جديد
بنفس قسوته .. بنفس مرارته
و انتهت الصفحة هنا..
آه نسيتُ أن أخبركم أمرًا
هذه الورقة وجدت تحت منزلٍ مثل كل ما حوله صار مجرد كومة من ركام
كلمات عامل استغاثة
+++++
طفلٌ يترنم
" يا بَطَلًا يَنْظرُ لسَمَاءْ
عَلِمْني الحَبْو على المَاءْ
و السَيفُ امنحني
كي أحمي
و ألبي صَدَّاحَ السَّاحْ "
علمتُ يداي بأن تغدو أصفادًا ليداك
و جدائل شعري أن تَنسجُ وشاحًا على عيناك
و فؤادي أن يصبحَ حصنًا يمنعكَ ذهابًا و إياب
كم أخشى ذاك النهر الممتد في عينيكَ
كم أخشى عليك النهر الممتد في عينيكَ
أبُني اقترب إليّ
أبُني نم هنا بين يديّ
أبُني اسكبني في امتداد كلماتك كي أرتوي منكَ
أبُني امزجني موجًا في ابتهلاتِ محياكَ كي أطفيء شوقٍ إليكَ
أبُني لقاء آخر يبتديء في غمرة صيف
في مكان آخر
و زمان آخر
أفضل بمراحل
خضرة عمرين و ركام حزنين
++++
أسمعهم ..
بوش يقول
" هذه الحملان المغيرة أهدوها ورود الموت كي نحمي الذئاب الوديعة بطشها
أما ذئابنا الوديعة إليهم مساحة أرضٍ بل وطن و سلام أيضًا
و عيوننا فلتدمع على (( هلكوستهم(("
مبارك يقول
"امنحوني مهلة
كي أجمع لكم البحرين
امنحوني دقيقة
كي أصالح لكم القطبين"
رايس تقول
" هللوا و افرحوا
فاليوم ميلاد طفل (( سقيم((
من مخاضٍ (( أسقم(("
موسى يقول
" ما بيننا و بين الذئاب الوديعة قد قطع ( إلا ما نأكله من (....) الذئبية"
++++
أختمُ بشيء من مزاميرهم
" هؤلاء بالمركبات و هؤلاء بالخيل
أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر
هم جثوا و سقطوا أما نحن فقمنا و انتصبنا"
+++++
انتهى

Friday, August 04, 2006

صَباحاتكم مهشمة ..


صَباحاتكم مهشمة ..
تمتزجُ الصورُ المغتالةُ بإخدودِ الجسدِ المنتفضِ ..
و الوجه المخملي له في المرآة ثالثُ صورْ .
وجه الطفل الذي سأكونُ،
وجه الشيخِ الذي كنتُ ،
و وجهي المكلل بنقشِ بياض ..
( 1 )
قد كانَ هناك ..
يحبو فوق صدرِ النقشِ المدفون في عمقِ هذه الأرضِ ،
يناظرها،
و ينسابُ بها و لها،
و يغدوان واحد،
أرضٌ و طفل قد كان ..
الرسغ فوق ثراها منقوش عليه سر الأرض
سر الظمأ إلى عبقِ الراحل في دفئها ،
حين يصير الميلاد القادم نهرًا تفهمه الأرض ..
لكنه يخبو قبل الميلادِ،
قبل أن يحبو للأرض و على الأرض،
و يغتاله ما فوق الأرض..
و العين يمنحني إياها تذكارً ،
و النهر المترنم يسقط من رسغه ليغطي الأرض،
و يزيل النقش..
فأنسى أن أغتال العمر،
و انسكبَ في مجرى بندقية و نام في ركنِ الصمت ..
( 2 )
يا شيخ هل تفهم سر الظمأ المنتفض في هذا الجسد ؟
يرفعني فوق المطر
و ينادي الجبل
و يسامر وطن
طقسًا للأرضِ عملني و في راحتي أودعني النقش
نقش الأرض و وترها المقطوع
و على عجلٍ ينصهر الشيخ
و ينتهي راكبًا فوق جناح الرحيل البارد
و يندو و جبينه يدمي بالماء المتدفق من عمقِ الأرض نحو الغروب
يغني بصوت مبحوح
و القيثار يعزف في دم ..
و يستحيل أمامي عزفًا مبتورا ..
و ينسكبُ من جديد في مجرى بندقية و ينامُ في ركنِ الصمت ..
( 3 )
أطبق أجفاني و أعيدُ حملها ..
أنظر في مرآة الأرض
و أكحل عيني بمكحلة بها عبقٍ دم الأرضِ
لكن لا أحفل ..
و أكلل رأسي بتاج من كفِ الأرض المبتورة
و لا أحفل أيضًا
وأتابع عزفي فوق قيثارةِ الدم ..
فأنا و البندقية اليوم أنصاف روح ..
و الأرض فلتبقى نصفًا ينتظرُ أن يجيء من يكمله ..

Friday, June 30, 2006

ثروة و ثورة ..


إهداء

لثلةٍ في ذاك الوطن الطويل طول كرسي و العريض عرض كرسي أيضًا ..
لهؤلاء الذين اتقنوا الالتصاق بذاك الكرسي ..

+++++

يتنحنحُ و يتابعُ شرحه لصبيةٍ فاغري الأفواه أمامه،
" في عامِ 1881 ، قادَ ابنُ مصرَ البارِ أحمد عرابي بمساعدةِ جنوده - الدارويش- الثورةَ المسماةَ باسمِه ثورة أحمد عرابي ..
و برغمِ هزيمتهم،
إحم .. إحم .. عفوًا أقصد تراجعهم غيرت هذه الثورة - المباركة- ملامح مصرَ - الفاغره الفاه - "
ينظرُ للصبيةِ و يقولُ
" و أنتم خيرُ مثال يا أبنائي "
يسيرُ في أركانِ الملجأ - عفوًا أقصد الفصل - و يُتابعُ،
" و في عام 1919 ، تخرجُ مصرُ ميمًا و صادًا و راءً عن بكرةِ أبيها بقيادةِ توءم عرابي البار أيضًا بمصرَ سعد زغلول الشهم و لا ننسى حرمَه السيدة الموقرة أم المصريين منذ مينا المُوحد إلى مبارك الناشر ( من نشر المنشار) القطرين ..
و ببركةِ دعاء الوالدين تم الانتصار الساحق للثورةِ بدخولِ سعد باشا الكبير الوزارة "
يُعلقُ أحد الفتية على جملةِ ببركةِ دعاءِ الوالدين
فيُعالج المعلمُ الذي لم يتعلم و يوضحُ قائلًا
" نقصدُ بالوالدين مصرَ ،
أوليس سعد ابن لمصر "
- و صرتِ يا مصر أمًا وأبًا -
و تابعَ المعلمُ
" و في عام 1952 ، قامَ القائدُ الهمام و رافعُ راية الشورى و مُحرر القطرين الجديد جمال عبد الناصر بقيادة ثورة الإنجاز ، ثورة يوليو المجيدة ، ثورة القضاء على الإقطاع - نهب الأملاك- ، ثورة التأميم - تأميم المعارضة و الأراء- ، قورة الجمهورية المتدمقرطة ( من الديموقراطية ) - ملكية الثوب الواحد- ، ثورة دحر المحتل - تربع قرناء الجيش الأحمر- و توالت الانتصارات و هلت الأفراح و الليالي الملاح من أيامها إلى يومنا هذا"
يلاحق المعلم أنفاسه اللاهثة من الحماسة ثم يتابع قائلًا
و كما ترون يا أعزائي فقد كانت الثورات المصرية المجيدة المعظمة مقرونة بعلاقة متآخية مع الثروة المصرية و غنى الشعب المصري"

كنتُ قد عُلّمتُ أن الرابط الوحيد بين الثورة و الثروة هو ذاك الإبدال بين الراء و الواو،
لكن بعد استماعي للشرحِ علمتُ ما بقي من الروابط - المبجلة-

Tuesday, June 27, 2006

بوح الصورة 4

عيناي تسبحان في الشرود من يومها
من يوم أن تحرك الفناء فوق كل أخضر

Saturday, June 24, 2006

وجهٌ آخر لعشتارْ ..


وجهٌ آخر لعشتارْ

إهداء ..
لقرينتي الغائبة الحاضرة

أُطبقُ بينَ جفنيّ الأحمرين الصحو،
لألقاها في زاويةِ الغفوةِ طيفًا جامدًا
عائدًا لتوه من غابةِ المُبعدين المنفيين ..
ألقى عشتارْ ..
عشتار ذاتُ ميلادِ الثرى الجديدْ ..
تزرعُ يدها بين غدرانِ وجهي،ترسمُ وجهها بين أصابعِ كفي ..
عشتارُ الضائعةُ في ثقبِ الأرضِ،عشتارُ المُدعون ضياعها في ثقبِ الأفقْ ..
ألقى عشتار كما كل يومْ،
تخبرني كما كل يومٍ حديثها ..
- وجهُ البحرِ ينبلجُ في هذه الشرايين ..
أوتسمعين ؟!
صوتُ الشراعِ في الشريانِ يتفتتُ
و الملاحُ وجهُ البحرِ يأخذهُ،
يضمهُ في رقصةٍ أخيرة ..
و الكفنُ يتلألأ، يحلو له أن يحلمُ بأن يضمه ..
خطو الحقولِ يعبرُ بين العيونِ
هل تلمحيه ؟!
حذاءُ القشِ يلمعُ في المقلتين
و الفلاحُ خطو الحقلِ يعبرُ فوقه .
.فتغني فوقه فراشاتٍ صخرية،
و تتلو صلواتِ رثاءٍ قبرةُ حقلٍ وردية .
.كفُ الجبلِ تكسوني جسدًا،
من تلكم المرتصةِ على رفِ الحاجات .
.تسلبني زمنًاو تقلصني تيهًا
أتَعبُرين ؟!
في خطِ الضوءِ خلالَ الجبلِ -خلالَ الجسدِ-
يسكنكِ جسدًا و ذاكرةً من تلكمو المرتصة على رفِ الحاجاتْ ..
تنظرني عشتار و تَتكلمُ حديثَ نبوءة موج طويل يمتد من النبع إلى المصبْ
- يقولون أن كل من ينسى به مزيجُ ناسوت و أشياء أخرى و أقولُ لكِ ينتهي الناسوت لتبقى الأشياء الأخرى وجهكِ يشبه بقسماته وجهكِ القديم لكنه وجه آخر .. -

Tuesday, June 06, 2006

بوح الصورة 3


كنت مزيجًا من إنسانية و أشياء أخرى ..
أشعر تلك تنتهي و تبقى الأشياء الأخرى ..
الأشياء اللاواعية ..
إنه تفتت

][ ... مُتَوازيات ...][

إهداء


لبضعِ رجالٍ آمنتُ بهم


][ ... مُتَوازيات ...][

فوق مقعدٍ عليه من لهو الصغارِ حطام
جلستُ ..
في حافلةٍ تسيرُ بتثاقلٍ نحو وجهةٍ ..
أي وجهة ؟!
لا تدري ..
رجلٌ بملمحٍ جنوبي أصيل يدري الوجهة .. فالشارةُ فوق صدرِه تعلنُ عنه
" الاسم : أمين محمد القناوي
المهنة : سائق "
خاطبني واجماً
" كام مرة أقولك متتأخريش .. المرة الجاية حسيبك و امشي "
جملتان خرقتا السكون .. لكن سراعاً غلب السكون
و أخذتُ أرقبُ المدى من نافذتي القذرة ..
و على حافةِ الطريقِ لاحت لي شجرةً عظيمة ..
كانت نارنج عزيزة ..
أسعدها الله و أبلغها السلام ..
تلامست مع نافذتي .. بدا عناقاً منتظراً ..
أهدت ورقات النارنج لنافذتي بضع قطراتٍ من الندى
و هنا بدأت ملحمة ..
ملحمة متوازيات ..
من فوهة النارِ لا أستبعدُ أن يتراءى لي في وسطها نبعُ من الماءِ الرقراق ..
لا أجدها جد بعيدة أن أجد ألوان القوس فوق الماء لوناً أثيريّ بياضيّ ..
وكذا كان ..
متنافرةً تهادت قطراتُ الندى فوق سطحِ نافذتي ..
و على مهلٍ أخذت كل قطرةٍ تحفرُ مسارها نحو أختها غالبةً كل ذرى الثرى الكثيرة المتناثرة فوق سطحِ الزجاجِ ..
و في بضعِ لحظات كانت النافذة تنطقُ بياضاً..
في حين كانت القطراتِ قطرة واحدة محملةً بكلِ القذارة .. كل الدنس ..
و بعد أن انهت عملها ..
وجدتها تسقطُ لتلامس الأرض كي تنتهي ..
فهنا لها نهاية ..
فهنيئاً لهم ..
و هنيئاً لي ..
و هنيئاً لزجاجٍ لامسته هذه القطرات ..
و هنيئاً للأم - شجرة النارنج -

_-_-_-_-_

هناك كثير من المنعكسات - نظنها كذلك - لكنها متوازيات بل ربما هي في الأصل خط وحيد و كفى

_-_-_-_-_

شيء من القصة كان النص السابق .. ليس موقف و ليس فكرة .. ربما كانت أقصوصة .. لكني لا أجروء أن أدعوها قصة فلا عوامل للقصة فيها ..

Friday, May 26, 2006

إفاقةٌ باللاشيء

إهداء
للساكنةِ سكونَ أطفالٍ لن و لم و يولدوا
للمضطربةِ إضطرابَ نار في ركنِ الديمومة
لتلك التي لم أفهممها
لم أستوعب خيارتها
لم أدرك جنونها
للجامحةِ تارة و المستكينةِ تارة أخرى
لنفسي
صفٌ بطولِ أيامي , تصتفُ أحلامي
في عمقِ الأقيانوسِ أفقدُها
أفقدُ أيامي
و سراعًا .. سراعًا
أحلامي العرجاء تلحقها
لأبقى أهذي باسمها
- إيهِ .. بعيدًا سافري
و ترانيم السفرِ دعيني أتمتمْ -
____
أسألها
- أمي , أذاكَ بنفسجٌ فوقَ القمر ؟
فأحلقُ و أقطفُه -
تبسمت و قالت
- ألا بلى -
و على عجلٍ أخذُ عملاتي العشر
و أرتحلُ لسوقِ الوراقين في الضاحيةْ
أسألهم عن كلماتٍ
عن أغنيةٍ يُولدُ منها و بها
جناحان يكللاني
لأحلقَ و أقطفَ البنفسجَ
فوقَ القمرْ
- لا يوجدُ عندنا
لكن ربما
لو ارتحلتِ للضاحيةِ الأخرى
تجدين لديهم
كلماتٍ أو أغنيةً
تُنيتُ جناحين لكِ -
لكني أنسى أن أرتحلْ
و أخبأُ عملاتي العشر في ديوانِ الشعرْ
كي يأتي بعدي
من يغرقه سري و يدفئه حلمي
و أنسحبُ
تاركةً خلفي حلمي
____
أتذكرُ نفسي حين شتات المستقبلِ
حين تجمع أركان صورته الماضية
بلا نقاءٍ أو دنسْ
أتذكرُ حين تُجمع مسمياتي الجهاديّة
حين يمتزجُ بداخلي كهلٌ و طفلْ
حين أدنو من النارِ
أعانقُ فيها سباتي
حين تسلبني - لما أعانقها - أرواحي السبعة
حين أهذي باسمِ كلِّ أرواحي
- هل أشكو النارَ إلى الماءِ فليوءدها ؟!
أم هل لجهنمِ أشكو النارَ لتهدهدها ؟!
أم أصمتُ متناسية
في دفئها رمادها ..-
و أصرخُ
- و يبقى لي شيئًا من خواء
و للفراغِ معنى يا أخوتي -

::. فوقَ قبرك .. كلمٌ و دموع .::



عِمْ مساءً أو صباحا
أيها الملتفُ بالرايةِ وشاحا..
واغفر تحيةً مبتورةً من روحٍ مقهورةْ ..
فعينايّ فوق راحتايّ مفقوءتان
و أيَّانَ أن أرى للشمسِ جناحا..
عِمْ مساءً أو صباحا
أيها الساكنُ في الحلمِ مستكيناً
تغسلُ الأحلامَ في الفردوسِ
مستريحا..
يا سيدي .. لا تبالي
فنزفٌ يطولُ بالحكاياتِ
و نغمُ كلّ المسافاتِ
تكسره كلّ النِّهاياتِ
و تبقى خارطةٌ
لتزروها أيامي رياحا..
يا سيدي .. لا تنادي
لا تناجي الأمسَ في الأغنياتِ
و انسْ أو تناسى لحنَ الشجيراتِ
فالشتيتُ لن يعودَ من الشتاتِ..
النصف -يا سيد- يغازلُ موتى
و الآخرُ يغازلُ أشباحا..
لا ترتقبْ من خلفتهم
فلتنسهم
فلقد نسوك
فوق الصليب .. قد قدموك
و في المحرابِ .. قد كفروك
و لما لفظت كلمتيك .. قد سلموك ..
و بقيت أنتَ وحدك
مصلوباً .. مباحا
أنت!!
أنت أيها الملتف بالرايةِ وشاحا!!
قد صرت وحدك
مصلوباً .. مباحا
هوةُ النسيانِ في الملكوتِ الظليلِ
ضمتك مع أسلافٍ فرسان
لتمنَ علينا بأنصافِ فرسان
و بدمعِ شجنٍ يرنو من عينان
و يغدو -بعدها- صياحاً
و نواحا
عِمْ مساءً أو صباحا
أيها الحافرُ لآمالنا فوقَ صفحةِ ماء
أو في السماء ..
بالحرفِ أنت رسمته
بالمعنى .. بالهمسِ .. بالصمتِ .. بالبوحِ أو حتى بنداء
بمجرد لحنٍ و غناء
ما بك لا تنحني ؟؟!
ما لك لا تنمحي ؟؟!
لازلت تأملُ بقليلٍ من الماء
أن تمحو منافٍ عشقت غثيانَ الغثاءِ..
لازلت تنتظر و تبتسم
فلتنتظر
و لتبتسم
فالختامُ أنا أعرفه
شخصٌ آخر أعرفه
يخدعه حُلمك
يخدعه همسك
ثم من جديدٍ وحده
سيبقى مصلوباً .. مباحا
أليس كذلك أيها الملتف بالرايةِ وشاحا ؟؟!
عِمْ مساءً أو صباحا
أيها العازفُ بقيثارةِ الفردوسِ
صمتَ البنفسجِ حين ينهضُ
من رمادِ الانكسار..
أما زلت تجمعُ حولك الصغار ؟؟!
تتلو عليهم من الأسفار
" مسكنُ الروح
ليس هنا بل هناك
و نحن لسنا من هنا بل من هناك "
ثم تحملهم لتطلقوا سراحَ الموجِ
كي نمضي بالسفينةِ
للمدينةِ في أعالي البحار..
و نسيت أن هؤلاء الصغار
هم غداً الكبار
و في المزادِ يبيعوا سيفك القُدسي
لمن يريد
أو من يزيد
و ختاماً يسقطُ مخضباً بالترابِ
في سرمدية الاحتضار
و تندمُ أنت وحدك
أن أطلقت للموجِ سراحا
عِمْ مساءً أو صباحا
أيها الحداءُ الثوري الذي عشقتُ الرقصَ
على إيقاعه المجنون
يا معلمي فلتسامحْ غفوتي
فلقد نسيتُ مسيرتي
فالخيولُ أشباح خيول
فلا هي بالعادياتِ صبحا
و لا هي بالمغيراتِ ضبحا
و الفوارس أشباه فوارس
فلقد أتقنوا الانتضار
دون أهلٍ .. دونَ صحبٍ .. دونَ دار
و الجميعُ أنصافُ مشاة
يبغون حياة
أي حياة !!
أنتَ تدري
ما الحاجة أن أحكي؟؟!
لا تبالي سوف أمضي
همسك يهديني
فامنحني من نعيمِ وصلك سماحا
عِمْ مساءً أو صباحا
أيها المتشحُ بالسرابِ سلاحا
أنت ميت
من أخاطب
هل جننت؟؟!
أأمواتاً أخاطب ؟؟!
حملة النجمةِ كانوا يلهون بشاهدِ قبرك
"يا حراسُ النجمةِ البغيضة أعيدوا الشاهد"
"أي شاهد"
" الذي معكم"
" نحن من نحدد ما معانا , لست أنتِ"
رحلوا , وبقيت
أبكي الساكنُ قبراً بلا شاهد
" أنا لا أريدُ حياة
أي حياة
فالشكر .. لك
و الشكر للفردوسِ التي
لم أفتحها
و الشكرُ لصوم الصفحِ
و ليس الفصح
و الشكرلعذاباتِ الروح
أي روح
و الشكر للأم التي لم تنجبني - الحياة-
وائدتي
و الشكر لأحلامي
تغني أمامي
و الشكر لقبرك
قبرٌ يجيرُ رفاتي
عِمْ مساءً أو صباحا

][ ... رسائلٌ .. و أشياءُ أخرى ...][


إهداء
لفتى مُحياه الفجر ..
لصاحب ِ الحكايةِ المقدسة روايتها ..
لمالكِ أعوامنا الألفِ ..
إليه
شيءٌ من وفاءْ ..
][ ... رسائلٌ .. و أشياءُ أخرى ...][

داعبني يوماً و أخبرني
(( عملتي الفضية في أي يداي ؟ ))
فاخترتُ اليمنى
لأرى في قلبِ الليلِ دمه يضيء ..
ناولني العملةَ وهمسَ في أذني
(( خمسةٌ و عشرون قطعة هي عملتي
فدعيها تنفرطُ
و لتبقي عندكِ قطعةً وحيدة
لتنالي كثيراً و أنالُ الأكثر .. ))
قد كانت لي أحجيةً
و له كانت أغنيةً ..
و انفرطت أربعةٌ و عشرون قطعة
و أبقيتُ عندي واحدةً ..
فلنتُ - كما أخبرني - كثيراً
و نال - كما أخبرني أيضاً - الأكثر ..
و بتُ أتمشى على شاطئ مدينتي القدسية
وقطعته الوحيدة معلقة في صدري ..
ألثمها كما صاحبها
الدائرُ وحيداً على ضفافِ الجنةِ
منتظراً أن يجرفني إيقاعه إليه ..
و أظلُ أدورُ حول الشاطئ
و أتمتمُ
" يا شمعتي الوجيزة احترقي ..
يا أوتاري المقطوعة انتحري ..
كي يُولد في زخاتِ الغيثِ طفلٌ يبني بيتاً
لمن سقطوا في المنفى ..
لمن خانوا تاجَ الرمادِ ليُبقوا لنا القيثارة ..
فلتكوني يا شمعتي
كما أراد ..
و لتكوني يا أوتاري
كما أريد ..
فالحياةُ .. ظلالٌ تسيرُ للغروبِ ..
فلتخبروني
هل بعد حكايةِ النذرِ و القسمِ الطويل
من مزيد ؟!! "
و أسارعُ كي أبحثُ عنه
بين سطورِ دفاتره المنثورة ..
فألقاه في بضعِ رسائل ..
في بضع وصايا ..
أهداها إليّ ..
.. الرسالة الأولى

و المُسمى أم ..

أمي العزيزة

- خمسون عاماً يا نجمتنا الزرقاء و أنتِ ترقبين ..
- خمسةٌ و عشرون عاماً أرقبكِ تحدقين إلى الشمسِ بأجفانٍ صامتة و تتبعين عطراً من الأحلامِ و الأملِ القديمِ و تسمعين عزفَ الملائكِ وراء لغطِ الناسِ ..
- خمسون عاماً و أنتِ تتلي على الجمعِ ذكرياتِ شاطئ مدينتنا الممتد للجنةِ ..
عن حفنةِ رملٍ و قبضةِ زبد ..
- خمسون عاماً تغتسلين حلماً ..
تقتاتين حلماً ..
تتدثرين حلماً ..
- خمسون عاماً يا حارسة الحلمِ !!
- فالآن دعيني أهديكِ الحلمَ ..
دعيني أنتظمُ لحناً في أغنيتكِ القديمة ..
دعيني أحملكِ لبيتكِ على شاطئ المدينةِ لتستقبلي الشمسَ أبداً ..
يا نهر النورِ الأزلي .. دعيني أعيدكِ بسيفٍ خبأته في الموتِ ..
- و حين تريديني و لا تلقيني ..
اضربي أوراقَ الزيتونِ بسيفي تلقيني ..
و حيناً بعدها تلحقيني ..

ابنكِ المُحب

.. الرسالة الثانية

و المُسمى زوجة ..

زوجتى الحبيبة

- هل تذكرين مكان تلاقينا الأول ؟؟
هناك عند صخرةِ المنصورِ في شاطئ مدينتنا ..
- كم طال بكِ التحنان إليه ..
كم طال بكِ الأمل لعودتكِ إليك ..
و كم طال بكِ اليأس أيضاً ..
- بين جانحي كل رجلٍ و كل امرأة فينا قليل من رّملٍ و زبدٍ يعودُ لشاطئ مدينتنا .. لكنكِ يا ملاكي الحنون كان بين جانحيكِ كثير كثير من الرّملِ و الزبد ..
- كم سُكب الشوقُ إلى اللقاءِ الذي لا يحده البيانُ عليكِ ..
- فأغمضي الآن عينيكِ يا مليكتي و ضعي يدكِ في يدي لأطيرَ بكِ إلى حيث أردتي دوماً أن تكوني ..
أيتها الروح التي عانقت روحي انعمي بالهناءِ حيث دوماً أردتي أن تكوني ..
- و قريباً ننسابُ معاً ..
فارقبي ذاك اليوم بهيجة يا صاحبة القلبِ الذي سكبَ أسراره في قلبي ..
- و نعودُ أخيراً معاً يا حبيبتي

زوجكِ المخلص

.. الرسالة الثالثة

و المُسمى ابنة ..

ابنتي الغالية

- قد طال الانتظار و طال الإبحار و طالت الرحلة ..
- منذ ميلادكِ يا صغيرتي و نحن نبحرُ بالسفينةِ للمدينةِ في أعالي البحار ..
- قد بتُ أرقبكِ تكبرين فتاة بلا مدينة ..
فبات رسمُ ذيلِ غرابٍ يتراءى لي فوقَ قبورِ المنفيين الموتى ..
- لا يا ابنتي ..
لن أحفر لكِ قبراً على السفينة ..
- لا يا ابنتي
لن أترك حلماً لذيلِ غراب ..
- فهيا تعلقي بكتفي لأختصرَ بكِ المدى ..
و أحملكِ للمدينة ..
- و حين تصلين للمدينةِ لا تجزعي
فغداً قريباً تحملكِ ريحٌ حنون إليّ ..

والدكِ المخلص

.. الرسالة الرابعة

و المُسمى أخت ..

أختي العزيزة

- ما عندي من الحديثِ أخيتي كثيراً ..
و لكِ وحدكِ لا أستطيع ..
-تكفي كلماتٌ لكِ ..
" إن بقي الدمُ و المدينة وحيدة فلقد أذنبنا "
و كذا كان عهدي يا عزيزتي ..
- فحين تجلسين على صخرةِ المنصورِ التي طالما لعبنا عندها
فاذكريني و ارقبي الأفق ..
- ثم غير قليل فالحقيني ..

أخوكِ المحب

:|:|: كارتافيلوس .. يتكلم :|:|:

إهداء
لكل من حمل بداخله قلب إنساني
لكل من يتنفس هواء الأرض
لكل تائه
و لنفسي الدائرة في الحلقات المفرغة
صمتُّ طويلاً .
فلو أني أحييتُ لساني من جديد فسيغدو عليَّ الاسترسال سنوات بلا صمت ..
لكني سأتكلم الآن بتعويذة الكلام الصامت .. لتعتبروا أيها الأخوة ..
و لعل السيد الذي في العلا ينظر لذاتي الهائمة في شتائها الأبدي فيصفحُ و يغفرُ جرمي الذي لا يُغفر ..


فوقَ صفحةِ بحور الإثم أسيرُ أبداً ..
و الموجُ - يالهول الموج - لا يغرقني أبداً ..
و السنون تشاكسني و تثيرني فهي تذهب أما أنا فأبقى ..
و الأيامُ جرعات سمٍ أجبر على تجرعها للثمالة ..
و في حين أتلوى ألماً .. و في حين أمسكُ بطني من وجعي ..و في حين تتحجر عيناي في محجريهما عذاباً .. أتلو صلاتي بطياً.. فلربما يُكتب لي قبول التوب .. ربما من يدري؟؟!
ينعكس لي فوق ماء جحيمي سرابُ المدينة القدسيّة -أورشليم-
فأذكره و أذكر خباثتي و أذكرُ جرمي و لعنتي الأبدية..
لقد كنتُ هناك أيها الأخوة ..
كنت هناك حين تشارك الفرسيون و الصدقيون حياكة المؤامرات ليضيقوا الخناق على ابن الإنسان ..
كنتُ هناك حين جربوه ليصيدوا له الخطأ ..
كنت ُهناك حين أعلنوا على شعب إسرائيل أنه ساحر متلوي و خبيث يدعو لهدم مملكة داوود ..
كنتُ هناك حين عرضوا عليك ملك إسرائيل فرفض و هرب منهم ..
و كنتُ هناك أيضاً حين شعشعت عيون الكهنة المنتفخين بأموال إسرائيل بالشر و قدموا و عرضوا على بيلاطس محاكمة ابن الإنسان ..
و أصدقكم القول أيها الأخوة .. هؤلاء الكهنة الملتفين بالحرير و المتسورين بالذهب ما أرادوا سوى أن تبقى مكانتهم و وجاهتهم في شعب إسرائيل ..
لقد علمت ..
نعم و الحق أقول ..
رغم هذا فإني لم أنبت ببنس شفة ..
في المحاكمة كنت أيضاً هناك ..
فلقد كنتُ حارس باب القاعة حيث أرادوا لمحاكمته أن تتم ..
ساقوه أمامي ..
و تعثّـر السيد على عتبتي .. جهدُ المسير بدا نيراً على كاهله ..
و لأني أردت من الكهنة أن يمنوا عليّ بقطع ذهبية ..
فإني دفعته و لكمته على ظهره بقبضة يدي و هتفتُ ساخراً منه : - اسرع .. لماذا تتمهل ؟!
و التف إليّ ابن الإنسان و رمقني بنظرة قاسية و تلا اللعنة : - سأذهب سريعاً .. أما أنت فستبقى .. !

و ارتفع ابن الإنسان سريعاً أما أنا فبقيت رمز الشقاء الأعظم ..
المائة تمر أمامي بلا توقف و هكذا دواليك ..
يولدون
يصيرون أطفالاً
يصيرون شباباً
يصيرون بالغين
يصيرون شيوخاً
و بعدها يواري الجسد الثرى و الأرواح تسير لمستقر لها ..
أما أنا فأرتقب ..
كل من عرفتهم تفانوا منذ دهور و دهور ..
أما أنا فبقيت ..
لعنة التوحد و الإثم و الشقاء ..
في يدي لا يوجد سوى وجهي المخضب بدمعي الملعون ..
فليت السيد يغفر و ليت ابن الإنسان يصفح ..
فإني أتوق للموت توق الحبلى لوليدها ..
و إني اليوم من دموعي الثكلى أنسج رجائي و ندمي ..
و إني اشتكي قلبي المعصور شقاءً ..
فارحمني أيها السيد .. و لا تترك الخبيث يدنو مني

فيوماً كنت في صومعتي ..
أصطلي بدموع شقوتي ..
جاءني فصومعتي أيها الأخوة نجسة ..
و قال لي : - انهض على قدميك .. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي ..
فقلت : - معك ؟ و من تكون ؟
فرد : - منقذك .. اخترتك من دون الناس .. فأنت مثلي تائه في الأرض .. و أنا إبليس التائه بين الأرض و السماء .. تلاحقني اللعنة في كل مكان .. و قد وجدتك يائساً .. يعميك الحقد و يملؤك اليأس ..
فصرخت : - إذاً أنت الذي وسوست لي .. كان ابن الإنسان يمر ببابي .. يدفعه جند الرومان و تلاحقه لعنات الكهنة و يضنيه جهد المسير و سألني أن أدعه يستريح على حجري .. لكنك همست في أذني .. ادفعه عنك .. أنت لا تجد رحمة من أحد .. فلا تهب الرحمة لأحد .. اصرخ فيه امض في طريقك .. سِرْ ..
في أذني لا يزال صوته يدوي .. الحق الحق أقول لك .. ستسير على قدميك ..و تهيم على وجهك إلى يوم البعث .. هكذا يريد الرب الذي في السماء ..
فاغرب عني يا ملعون..

و الآن أطلب منكم يا أخوتي أن ترجو لي رحمة عل لعنتي تنتهي .. من يدري فقد يقبل السيد الذي في العلا شفاعتكم فيَّ

تـَــــوحُدْ


إهداء

ليست لأحد
بل لحالْ
لمؤنستي
ببساطة .. لوحدتي



أتعرفين
رأيتكِ بنصفِ عيني اللاهثةِ بطهرٍ كاذبْ
نعم رأيتكِ
حينَ أبدلوا ما بقي من هبتي المقدسةِ
بتلك القدحِ المعتقةِ بذاك الدنسِ القديمْ
رأيتكِ تزفرين
تلك الرعشاتِ المزبدةِ بكلِّ الألمْ
رأيتكِ أيضًا
حينَ سكبتُ نصفَ دمي في ذاك القدحِ
أمزجه بالدنسْ
كي يسكرني
كي أتناسى صخبَ الطهرْ
لمحتكِ عندها
تحملين ذاك الجسد المثقل بالعارْ
و تصلبين الخطيئةَ
في حيث لا أصلْ
رأيتكِ
حين فقدتُ سرَ ذاتي
و رأيتكِ
بين خوائي
بين مدادي
رأيتكِ
في روحي حين ضاقَ بها صدري
رأيتكِ
في حلمي حين ثار عليه جسدي
رأيتكِ
حين اغتسلتُ من الأحلامِ
و أودعتها هوةً لا أذكرها
رأيتكِ
حين ضقتُ بالنقوشِ البيضاءِ على صدري
حين نزعتُ من جبيني الهائجِ سكينته
رأيتكِ
في جرحِ دمي الغائرْ
في أوتارِ كياني المقطوعةْ
في صوتي حين شابه صوتَ القبرْ
رأيتكِ
في دموعٍ أغسلُ بها طهارتي
في شموعٍ أُظلمُ بها ضياءي
نعم رأيتكِ
حين تتابعترجفاتكِ
شفقةً .. ربما
ألمًا أم غضبًا
لا أعلمْ
كنتُ ألمحكِ بكلِّ وجودي
حينَ كنتِ تنصتين لهديرِ الماءْ
أو ما كان يدعى دمي
حين صفعتيني و لم أشعرْ
حين أخبرتيني و أنتِ صامتة
بأني بنيان راسخْ
و بأني زمن يتلألأ
و بأني النوم المتبقي
و بأني
و بأني
قد قلتِ كثيرًا
و رأيتكِ حقًا
لا أنكرْ
لكني لم أعلمْ من أنتِ ؟
لستِ بشيطانٍ
في سكري انحزتِ إلي
لم تنسيني حين رقدتُ في الظلْ
و سألتي لي مغفرةً
محزونٌ وجهكِ على حزني
تنظرين أنتِ آلامي
و ترقبيني في قبضةِ الموتْ
أعلم أيضًا أنكِ لستِ ملاكي
لم تخبريني يومًا بشقاءٍ مقبلْ
لم تمسحي يومًا دمعي
بل أنتِ تنتحبين علي
تعزين الآخرين فيّ
أخبريني
ما أنتِ ؟
الآن بصمتٍ أخبركِ
أنا لستُ ملاكًا أو شيطانْ
إني انفصامكِ الذي لا ينتهي
إني غمغماتكِ المجنونة
إني وليدة سكركِ
إني جسدكِ المرتجفْ
إني الألمْ في أنسه
إني من تذهب حيث ذهبتِ
أني من أكون حيث كنتِ
أني يا عزيزتي
وحدة

Monday, May 22, 2006

و للصورةِ بوحْ 2


.. وطني المستعار
ما بقي لي هو بضع مركبات ورقية أقذفها علها تصل إليك قريبًا
فتعزيني حين لا يكون هناك عزاء

للصورةِ بوحْ

.. كذبُوا طويلًا حين قالوا إن للمصباحِ لحنٌ منفردْ
.. بل يبدوا أني كذبتْ

Friday, May 19, 2006

سفرُ العشقْ

إهدائي

لنافذةٍ بحجمِ قلبي
للأسيرِ في مداراتِ حُلمي ..
و السجان في مساراتِ صحوي ..
لمن أهداني جناحين
أطيرُ بهما في زوايا السهادِ
في امتداداتِ الذكرى
في متاهاتِ التحنان
و في جرحٍ أتقنتُ عشقه ..


تساؤلات فوق ظهر الحقيقة

يا سيد الخلود المذهب
بغيثٍ في جفوني ..
يا واهب العزاءِ
للأحمالِ المغرقة في هذيانها .
.أي شيء كنتَ أنتَ ؟
أي نواميس كنت أنتَ ؟
و أي نور للعشقِ كنتَ أنتَ ؟
و أي أنفاس مخمورة بالبياضِ كنتَ أنتَ ؟
أخبرني
يا سيد الحلم المنثورفوق أعتاب التذكار ..
ما أنتَ يا سيدي لتغدو لغتي أستودعُ فيها و لها و بها
قلباً يتوارى منكَ في أرضِ الصيرورةِ..
ما أنتَ لتواكبني شجواًو تراقصني شجناً..
ما أنتَ لتلوحَ لي فردوساً مفقودا ..
ما أنتَ لتستودعني ناراً لا كيان لها فأنا كل كيانها ..
ما أنت َلتعطيني قوتَ حياة
بالجوى به انتشي
و بالخفقِ المدوّي أتهادى
و بجنوني ارتوي
و يبقى قوتك لا يفارقني

تنتابني الشيزوفرينيا فأنطقُ

أنتَ سلام يتلألأ و لا يبين
ْأنتَ شيءمن ملائكية مقدسة
من سرمدية مغلقة
أنت شظية سوداء داخلها بياض ترتفعُ لتخالط النور
أنتَ ألقاً تجلى لي في الوجودِ
فأينعت روحي في رحاك
و بللني المطرُ في رباك
أنتَ من علمني النسكَ المبكر
فبقيتُ أهذي و أغني باسمك
فاسمك يا سيدي ابتسام للأبدية
ناسوتٌ حنون هو اسمك
أنتَ شيء لن يكون من جديد
شيء لن يعود
أنتَ ذرى رفيعة أحملها في قلب كفي
لأحفظهالأحميها

تنتابني النرجسية فأنطق

لستَ شيئاً
أنتَ متاهات تثقلني باليأسِ
أنتَ فسحة من الزمن
لترحب بالموتِ
أنتَ خدعتي الورعة
جمجمتي الخاوية
أنتَ بئر مريرة، مظلمة
تقرعُ في نفسي خواءً باسمكَ
اسم من الألوانِ الكاذبة
أنت ترنيمتي التي من دخانِ
أنتَ لا شيء

ينتابني سخط فأنطق

إليكَ عني
فكل شيء ينتهي
و الفراغ في جسدي كبير
و صبري المقدس
مات
فإليكَ عني
جسدي حطم بداخله الدنس
إليكَ عني
و لا تقترب
فليس لكَ مثوى إلا فنائك

و تنتابني أخيراً الحقيقة فأبوح

سيدي
عشقتك وحدك
و ستظل وحدك تسكن قلبي
إلى آخرِ العمرِ ..
مهما استحال حبكَ وجعاً كبير
امهما تطاول النزف ..
فاسمعني و أنا أشهدُ الدفقَ اللجينيّ على عهدي
" يا مياهاً سرمدية
احفظي في قاعك الريّان
مكنون فؤاد و شغافه "
فلتخلد و لأخلد و لنبقى معاً مزجاً من خلود
و لتنعم حيث أنت

في علم النفس : الشيزوفرينيا هي انفصام الشخصية
و النرجسية هي حب الإنسان لذاته
دمتمـ

Thursday, May 18, 2006

: عُسرْ :

إهداء
للقاطنين يسار الدرب
هناك في الحارة الشمالية
و للساكنين يمين الدرب
هناك في الحي الجنوبي
و لنا حتى لا تتكرر بيننا الخطيئة ..
: عُسرْ :
أتكورُ في زاويةٍ ، تحملُ في إرهاقٍ الخُمَّ القابعُ
في يسارِ الدربِ هنا في الحارةِ الشمالية ..
ويطيرُ بداخلي شيئاً للجيرانِ على يمين الدربِ
" ما تُراه سببهم ليسموه الحيَ الجنوبي برغم أنه في الشمالِ ..
ما تُراه سببهم ليعيدوا بناء المكانِ و الزمانِ و الجغرافيا و التاريخِ ليبقوا على اليمينِ دوماً
ما تُراه سببهم ليسكنوا اليمين
َدون اليسارِ ..
ما تُراه سببهم لتبقى حياتهم على اليمينِ دوماً دون اليسارِ "
و على لحنِ الجرذانِ يعودُ إلي ما طار إلى الجيرانِ
و بما في جُحرِ الجرذانِ يتلألأُ في وجهي غيضٌ من فيضِ النشوى ..
ورقٌ رخيصٌ مع قلم وجدتهم في الجُحرِ ..
و أخذتهم ..ومضيتُ أرقصُ فالطباشيرُ أبدلتها قلماً .
.و الأرضُ العفنةُ أبدلتها ورقاً ..
ولدتُ في أرضٍ جديدة حين رفعتُ القلمَ - و أخشى أن أقول قلمي فياء التملك حرفٌ لا نعرفه نحن أبناء الحارةِ الشمالية -
رفعتُ القلمَ بيدي اليسرى - فحرامٌ في شريعةِ جيراننا أن نرفعَ اليمنى -
و بدأتُ أخطه في الصفحةِ العسراء و هوامشي العسراء كانت هذه :
" عسراء و لستُ أخجل "" عسراء و راضيةٌ بعُسري "
و مقالي كان هذا" أخبروني يوماً أن حكماء الحي الجنوبي
قد حكموا بأن نصنف في مادة ( ع - س - ر )و ألا نصنف مع مادة ( ي - س - ر )
قد أبدلوا الياء عيناً لكن لما ؟؟!
لم يمنحونا جواب
أخبروني أيضاً بأنهم جعلوا التذييلَ ( سلمت يمينك ) مقروراً رسمياً ..فسألتُ : و العُسر ؟؟!
قد قالوا بصدرٍ يضيقُ : ما بالهم ؟!!
فخفضتُ رأسي و تمتمتُ : لا شيء أبداً ..
فتركتهم و حماقة تعلو رؤوسهم ..
"قد كنتُ أود لو أكملُ ميلادي .
.و أمضي في الخطو .
.لكن واأسفاه ..
حرسٌ من الحي الجنوبي سطروا الآن للقلمِ وفاته ..
ودخلتُ السجنَ ..
واتُهمت بالتسللِ للحي الجنوبي و سرقة قلم و ورق و اتُهمت بالزندقةِ
و اتُهمت بفسادِ رأسي و أخيراً اتُهمت بخيانةِ الشريعة - شريعتهم -
لطمني أحدهم و صرخ فيّ : من سمحَ لكِ بالكلامِ يا عسراء ؟!!
و أجبتُ : ميلادي الجديد ..
و في الختامِ بالإعدامِ صرتُ محكومة ..
و على مشانقِ الصباحِ - المقنع - في ميدان الزهر - المزيف- عُلقت ..
و جبهتي انحنت بالموتِ ..
و التهمة كانت عســــــــــــــــراء