|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Friday, August 04, 2006

صَباحاتكم مهشمة ..


صَباحاتكم مهشمة ..
تمتزجُ الصورُ المغتالةُ بإخدودِ الجسدِ المنتفضِ ..
و الوجه المخملي له في المرآة ثالثُ صورْ .
وجه الطفل الذي سأكونُ،
وجه الشيخِ الذي كنتُ ،
و وجهي المكلل بنقشِ بياض ..
( 1 )
قد كانَ هناك ..
يحبو فوق صدرِ النقشِ المدفون في عمقِ هذه الأرضِ ،
يناظرها،
و ينسابُ بها و لها،
و يغدوان واحد،
أرضٌ و طفل قد كان ..
الرسغ فوق ثراها منقوش عليه سر الأرض
سر الظمأ إلى عبقِ الراحل في دفئها ،
حين يصير الميلاد القادم نهرًا تفهمه الأرض ..
لكنه يخبو قبل الميلادِ،
قبل أن يحبو للأرض و على الأرض،
و يغتاله ما فوق الأرض..
و العين يمنحني إياها تذكارً ،
و النهر المترنم يسقط من رسغه ليغطي الأرض،
و يزيل النقش..
فأنسى أن أغتال العمر،
و انسكبَ في مجرى بندقية و نام في ركنِ الصمت ..
( 2 )
يا شيخ هل تفهم سر الظمأ المنتفض في هذا الجسد ؟
يرفعني فوق المطر
و ينادي الجبل
و يسامر وطن
طقسًا للأرضِ عملني و في راحتي أودعني النقش
نقش الأرض و وترها المقطوع
و على عجلٍ ينصهر الشيخ
و ينتهي راكبًا فوق جناح الرحيل البارد
و يندو و جبينه يدمي بالماء المتدفق من عمقِ الأرض نحو الغروب
يغني بصوت مبحوح
و القيثار يعزف في دم ..
و يستحيل أمامي عزفًا مبتورا ..
و ينسكبُ من جديد في مجرى بندقية و ينامُ في ركنِ الصمت ..
( 3 )
أطبق أجفاني و أعيدُ حملها ..
أنظر في مرآة الأرض
و أكحل عيني بمكحلة بها عبقٍ دم الأرضِ
لكن لا أحفل ..
و أكلل رأسي بتاج من كفِ الأرض المبتورة
و لا أحفل أيضًا
وأتابع عزفي فوق قيثارةِ الدم ..
فأنا و البندقية اليوم أنصاف روح ..
و الأرض فلتبقى نصفًا ينتظرُ أن يجيء من يكمله ..

0 Comments:

Post a Comment

<< Home