|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Friday, May 26, 2006

:|:|: كارتافيلوس .. يتكلم :|:|:

إهداء
لكل من حمل بداخله قلب إنساني
لكل من يتنفس هواء الأرض
لكل تائه
و لنفسي الدائرة في الحلقات المفرغة
صمتُّ طويلاً .
فلو أني أحييتُ لساني من جديد فسيغدو عليَّ الاسترسال سنوات بلا صمت ..
لكني سأتكلم الآن بتعويذة الكلام الصامت .. لتعتبروا أيها الأخوة ..
و لعل السيد الذي في العلا ينظر لذاتي الهائمة في شتائها الأبدي فيصفحُ و يغفرُ جرمي الذي لا يُغفر ..


فوقَ صفحةِ بحور الإثم أسيرُ أبداً ..
و الموجُ - يالهول الموج - لا يغرقني أبداً ..
و السنون تشاكسني و تثيرني فهي تذهب أما أنا فأبقى ..
و الأيامُ جرعات سمٍ أجبر على تجرعها للثمالة ..
و في حين أتلوى ألماً .. و في حين أمسكُ بطني من وجعي ..و في حين تتحجر عيناي في محجريهما عذاباً .. أتلو صلاتي بطياً.. فلربما يُكتب لي قبول التوب .. ربما من يدري؟؟!
ينعكس لي فوق ماء جحيمي سرابُ المدينة القدسيّة -أورشليم-
فأذكره و أذكر خباثتي و أذكرُ جرمي و لعنتي الأبدية..
لقد كنتُ هناك أيها الأخوة ..
كنت هناك حين تشارك الفرسيون و الصدقيون حياكة المؤامرات ليضيقوا الخناق على ابن الإنسان ..
كنتُ هناك حين جربوه ليصيدوا له الخطأ ..
كنت ُهناك حين أعلنوا على شعب إسرائيل أنه ساحر متلوي و خبيث يدعو لهدم مملكة داوود ..
كنتُ هناك حين عرضوا عليك ملك إسرائيل فرفض و هرب منهم ..
و كنتُ هناك أيضاً حين شعشعت عيون الكهنة المنتفخين بأموال إسرائيل بالشر و قدموا و عرضوا على بيلاطس محاكمة ابن الإنسان ..
و أصدقكم القول أيها الأخوة .. هؤلاء الكهنة الملتفين بالحرير و المتسورين بالذهب ما أرادوا سوى أن تبقى مكانتهم و وجاهتهم في شعب إسرائيل ..
لقد علمت ..
نعم و الحق أقول ..
رغم هذا فإني لم أنبت ببنس شفة ..
في المحاكمة كنت أيضاً هناك ..
فلقد كنتُ حارس باب القاعة حيث أرادوا لمحاكمته أن تتم ..
ساقوه أمامي ..
و تعثّـر السيد على عتبتي .. جهدُ المسير بدا نيراً على كاهله ..
و لأني أردت من الكهنة أن يمنوا عليّ بقطع ذهبية ..
فإني دفعته و لكمته على ظهره بقبضة يدي و هتفتُ ساخراً منه : - اسرع .. لماذا تتمهل ؟!
و التف إليّ ابن الإنسان و رمقني بنظرة قاسية و تلا اللعنة : - سأذهب سريعاً .. أما أنت فستبقى .. !

و ارتفع ابن الإنسان سريعاً أما أنا فبقيت رمز الشقاء الأعظم ..
المائة تمر أمامي بلا توقف و هكذا دواليك ..
يولدون
يصيرون أطفالاً
يصيرون شباباً
يصيرون بالغين
يصيرون شيوخاً
و بعدها يواري الجسد الثرى و الأرواح تسير لمستقر لها ..
أما أنا فأرتقب ..
كل من عرفتهم تفانوا منذ دهور و دهور ..
أما أنا فبقيت ..
لعنة التوحد و الإثم و الشقاء ..
في يدي لا يوجد سوى وجهي المخضب بدمعي الملعون ..
فليت السيد يغفر و ليت ابن الإنسان يصفح ..
فإني أتوق للموت توق الحبلى لوليدها ..
و إني اليوم من دموعي الثكلى أنسج رجائي و ندمي ..
و إني اشتكي قلبي المعصور شقاءً ..
فارحمني أيها السيد .. و لا تترك الخبيث يدنو مني

فيوماً كنت في صومعتي ..
أصطلي بدموع شقوتي ..
جاءني فصومعتي أيها الأخوة نجسة ..
و قال لي : - انهض على قدميك .. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي ..
فقلت : - معك ؟ و من تكون ؟
فرد : - منقذك .. اخترتك من دون الناس .. فأنت مثلي تائه في الأرض .. و أنا إبليس التائه بين الأرض و السماء .. تلاحقني اللعنة في كل مكان .. و قد وجدتك يائساً .. يعميك الحقد و يملؤك اليأس ..
فصرخت : - إذاً أنت الذي وسوست لي .. كان ابن الإنسان يمر ببابي .. يدفعه جند الرومان و تلاحقه لعنات الكهنة و يضنيه جهد المسير و سألني أن أدعه يستريح على حجري .. لكنك همست في أذني .. ادفعه عنك .. أنت لا تجد رحمة من أحد .. فلا تهب الرحمة لأحد .. اصرخ فيه امض في طريقك .. سِرْ ..
في أذني لا يزال صوته يدوي .. الحق الحق أقول لك .. ستسير على قدميك ..و تهيم على وجهك إلى يوم البعث .. هكذا يريد الرب الذي في السماء ..
فاغرب عني يا ملعون..

و الآن أطلب منكم يا أخوتي أن ترجو لي رحمة عل لعنتي تنتهي .. من يدري فقد يقبل السيد الذي في العلا شفاعتكم فيَّ

0 Comments:

Post a Comment

<< Home