|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Friday, May 26, 2006

تـَــــوحُدْ


إهداء

ليست لأحد
بل لحالْ
لمؤنستي
ببساطة .. لوحدتي



أتعرفين
رأيتكِ بنصفِ عيني اللاهثةِ بطهرٍ كاذبْ
نعم رأيتكِ
حينَ أبدلوا ما بقي من هبتي المقدسةِ
بتلك القدحِ المعتقةِ بذاك الدنسِ القديمْ
رأيتكِ تزفرين
تلك الرعشاتِ المزبدةِ بكلِّ الألمْ
رأيتكِ أيضًا
حينَ سكبتُ نصفَ دمي في ذاك القدحِ
أمزجه بالدنسْ
كي يسكرني
كي أتناسى صخبَ الطهرْ
لمحتكِ عندها
تحملين ذاك الجسد المثقل بالعارْ
و تصلبين الخطيئةَ
في حيث لا أصلْ
رأيتكِ
حين فقدتُ سرَ ذاتي
و رأيتكِ
بين خوائي
بين مدادي
رأيتكِ
في روحي حين ضاقَ بها صدري
رأيتكِ
في حلمي حين ثار عليه جسدي
رأيتكِ
حين اغتسلتُ من الأحلامِ
و أودعتها هوةً لا أذكرها
رأيتكِ
حين ضقتُ بالنقوشِ البيضاءِ على صدري
حين نزعتُ من جبيني الهائجِ سكينته
رأيتكِ
في جرحِ دمي الغائرْ
في أوتارِ كياني المقطوعةْ
في صوتي حين شابه صوتَ القبرْ
رأيتكِ
في دموعٍ أغسلُ بها طهارتي
في شموعٍ أُظلمُ بها ضياءي
نعم رأيتكِ
حين تتابعترجفاتكِ
شفقةً .. ربما
ألمًا أم غضبًا
لا أعلمْ
كنتُ ألمحكِ بكلِّ وجودي
حينَ كنتِ تنصتين لهديرِ الماءْ
أو ما كان يدعى دمي
حين صفعتيني و لم أشعرْ
حين أخبرتيني و أنتِ صامتة
بأني بنيان راسخْ
و بأني زمن يتلألأ
و بأني النوم المتبقي
و بأني
و بأني
قد قلتِ كثيرًا
و رأيتكِ حقًا
لا أنكرْ
لكني لم أعلمْ من أنتِ ؟
لستِ بشيطانٍ
في سكري انحزتِ إلي
لم تنسيني حين رقدتُ في الظلْ
و سألتي لي مغفرةً
محزونٌ وجهكِ على حزني
تنظرين أنتِ آلامي
و ترقبيني في قبضةِ الموتْ
أعلم أيضًا أنكِ لستِ ملاكي
لم تخبريني يومًا بشقاءٍ مقبلْ
لم تمسحي يومًا دمعي
بل أنتِ تنتحبين علي
تعزين الآخرين فيّ
أخبريني
ما أنتِ ؟
الآن بصمتٍ أخبركِ
أنا لستُ ملاكًا أو شيطانْ
إني انفصامكِ الذي لا ينتهي
إني غمغماتكِ المجنونة
إني وليدة سكركِ
إني جسدكِ المرتجفْ
إني الألمْ في أنسه
إني من تذهب حيث ذهبتِ
أني من أكون حيث كنتِ
أني يا عزيزتي
وحدة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home