|: عَـــــزفٌ مُنفردْ :|

تجبرنا حينًا أحلامنا العرجاء أن نعزف .. فيسترسل عزفنا .. و يبقى عزفٌ منفردْ ..

Friday, May 26, 2006

][ ... رسائلٌ .. و أشياءُ أخرى ...][


إهداء
لفتى مُحياه الفجر ..
لصاحب ِ الحكايةِ المقدسة روايتها ..
لمالكِ أعوامنا الألفِ ..
إليه
شيءٌ من وفاءْ ..
][ ... رسائلٌ .. و أشياءُ أخرى ...][

داعبني يوماً و أخبرني
(( عملتي الفضية في أي يداي ؟ ))
فاخترتُ اليمنى
لأرى في قلبِ الليلِ دمه يضيء ..
ناولني العملةَ وهمسَ في أذني
(( خمسةٌ و عشرون قطعة هي عملتي
فدعيها تنفرطُ
و لتبقي عندكِ قطعةً وحيدة
لتنالي كثيراً و أنالُ الأكثر .. ))
قد كانت لي أحجيةً
و له كانت أغنيةً ..
و انفرطت أربعةٌ و عشرون قطعة
و أبقيتُ عندي واحدةً ..
فلنتُ - كما أخبرني - كثيراً
و نال - كما أخبرني أيضاً - الأكثر ..
و بتُ أتمشى على شاطئ مدينتي القدسية
وقطعته الوحيدة معلقة في صدري ..
ألثمها كما صاحبها
الدائرُ وحيداً على ضفافِ الجنةِ
منتظراً أن يجرفني إيقاعه إليه ..
و أظلُ أدورُ حول الشاطئ
و أتمتمُ
" يا شمعتي الوجيزة احترقي ..
يا أوتاري المقطوعة انتحري ..
كي يُولد في زخاتِ الغيثِ طفلٌ يبني بيتاً
لمن سقطوا في المنفى ..
لمن خانوا تاجَ الرمادِ ليُبقوا لنا القيثارة ..
فلتكوني يا شمعتي
كما أراد ..
و لتكوني يا أوتاري
كما أريد ..
فالحياةُ .. ظلالٌ تسيرُ للغروبِ ..
فلتخبروني
هل بعد حكايةِ النذرِ و القسمِ الطويل
من مزيد ؟!! "
و أسارعُ كي أبحثُ عنه
بين سطورِ دفاتره المنثورة ..
فألقاه في بضعِ رسائل ..
في بضع وصايا ..
أهداها إليّ ..
.. الرسالة الأولى

و المُسمى أم ..

أمي العزيزة

- خمسون عاماً يا نجمتنا الزرقاء و أنتِ ترقبين ..
- خمسةٌ و عشرون عاماً أرقبكِ تحدقين إلى الشمسِ بأجفانٍ صامتة و تتبعين عطراً من الأحلامِ و الأملِ القديمِ و تسمعين عزفَ الملائكِ وراء لغطِ الناسِ ..
- خمسون عاماً و أنتِ تتلي على الجمعِ ذكرياتِ شاطئ مدينتنا الممتد للجنةِ ..
عن حفنةِ رملٍ و قبضةِ زبد ..
- خمسون عاماً تغتسلين حلماً ..
تقتاتين حلماً ..
تتدثرين حلماً ..
- خمسون عاماً يا حارسة الحلمِ !!
- فالآن دعيني أهديكِ الحلمَ ..
دعيني أنتظمُ لحناً في أغنيتكِ القديمة ..
دعيني أحملكِ لبيتكِ على شاطئ المدينةِ لتستقبلي الشمسَ أبداً ..
يا نهر النورِ الأزلي .. دعيني أعيدكِ بسيفٍ خبأته في الموتِ ..
- و حين تريديني و لا تلقيني ..
اضربي أوراقَ الزيتونِ بسيفي تلقيني ..
و حيناً بعدها تلحقيني ..

ابنكِ المُحب

.. الرسالة الثانية

و المُسمى زوجة ..

زوجتى الحبيبة

- هل تذكرين مكان تلاقينا الأول ؟؟
هناك عند صخرةِ المنصورِ في شاطئ مدينتنا ..
- كم طال بكِ التحنان إليه ..
كم طال بكِ الأمل لعودتكِ إليك ..
و كم طال بكِ اليأس أيضاً ..
- بين جانحي كل رجلٍ و كل امرأة فينا قليل من رّملٍ و زبدٍ يعودُ لشاطئ مدينتنا .. لكنكِ يا ملاكي الحنون كان بين جانحيكِ كثير كثير من الرّملِ و الزبد ..
- كم سُكب الشوقُ إلى اللقاءِ الذي لا يحده البيانُ عليكِ ..
- فأغمضي الآن عينيكِ يا مليكتي و ضعي يدكِ في يدي لأطيرَ بكِ إلى حيث أردتي دوماً أن تكوني ..
أيتها الروح التي عانقت روحي انعمي بالهناءِ حيث دوماً أردتي أن تكوني ..
- و قريباً ننسابُ معاً ..
فارقبي ذاك اليوم بهيجة يا صاحبة القلبِ الذي سكبَ أسراره في قلبي ..
- و نعودُ أخيراً معاً يا حبيبتي

زوجكِ المخلص

.. الرسالة الثالثة

و المُسمى ابنة ..

ابنتي الغالية

- قد طال الانتظار و طال الإبحار و طالت الرحلة ..
- منذ ميلادكِ يا صغيرتي و نحن نبحرُ بالسفينةِ للمدينةِ في أعالي البحار ..
- قد بتُ أرقبكِ تكبرين فتاة بلا مدينة ..
فبات رسمُ ذيلِ غرابٍ يتراءى لي فوقَ قبورِ المنفيين الموتى ..
- لا يا ابنتي ..
لن أحفر لكِ قبراً على السفينة ..
- لا يا ابنتي
لن أترك حلماً لذيلِ غراب ..
- فهيا تعلقي بكتفي لأختصرَ بكِ المدى ..
و أحملكِ للمدينة ..
- و حين تصلين للمدينةِ لا تجزعي
فغداً قريباً تحملكِ ريحٌ حنون إليّ ..

والدكِ المخلص

.. الرسالة الرابعة

و المُسمى أخت ..

أختي العزيزة

- ما عندي من الحديثِ أخيتي كثيراً ..
و لكِ وحدكِ لا أستطيع ..
-تكفي كلماتٌ لكِ ..
" إن بقي الدمُ و المدينة وحيدة فلقد أذنبنا "
و كذا كان عهدي يا عزيزتي ..
- فحين تجلسين على صخرةِ المنصورِ التي طالما لعبنا عندها
فاذكريني و ارقبي الأفق ..
- ثم غير قليل فالحقيني ..

أخوكِ المحب

0 Comments:

Post a Comment

<< Home